الثلاثاء، 31 مارس 2015

مفتاح عبد الفتاح!


                                                                                    



الآن و بعد ثلاثة أعوام و نصف العام من أحداث يناير 2011 أصبحت مصر علي الطريق السليم،و هي تفتح صفحة جديدة مع مستقبلها، نتمني و نعتقد إنها ستكون بإذن الله و إرادة الشعب ناصعة تُعيد أمجاد الماضي الغابر. 

إن مصر علي أعتاب إستقرار كبير يعقبه إزدهار عظيم؛فالمتابع للأحوال يرصد تغيراً مهماً بناء و إيجابي في العلاقة بين الشعب و بين قيادته الجديدة و علي رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.إن الشعب و قد بدأ يفيق من غفوته و يستشعر قوته تعلم عبر محن ال 42 شهراً الماضية إنه قوة كبري، كما أسقط كثير من الأقنعة علي رأسها تجار الدين و تجار الوطنية،بإختصار أصبح مدركاً إنه طرف أساسي في معادلة تقدم مصر و قوتها. و هو طرف الخيط الذي ألتقطه السيسي بذكاء و عبر عنه، و لا يزال، أكثر من مرة في خطابه إلي الشعب.الشعب الذي استدعاه في أكثر من موقف لحمايته و إنفاذ إرادته أثناء حكم الجماعة الإرهابية ثم طالبه بعدها في أكثر من مناسبة لحكمه.و المشير السيسي عندما لبي أمر الشعب و قرر خوض إنتخابات الرئاسة أعلن أن حملته ستكون غير تقليدية، و هو ما حدث فعلاً؛فعلي عكس ما يفعله المترشحون في أي إنتخابات إعتمد منذ اللحظة الأولي خطاب المصارحة و الواقعية مبتعداً عن زخرفة الكلمات و الوعود الزائفة و ركز في خطابه علي نقطة أن نجاحه في قيادة مصر مرتهن بأن يعينه الشعب علي هذا؛ فالمسؤلية جماعية و ليست مسؤلية فرد أو مؤسسة واحدة بعينها. 

و أكد المصريون مرة أخري علي ثقتهم بالسيسي بحجم مشاركتهم الكبيرة في الإنتخابات الرئاسية بنسبة مشاركة بلغت 47% من إجمالي هيئة الناخبين و بمنحه 96% ( حوالي 23 مليون) من إجمالي الأصوات الصحيحة. 

إن الرؤية الإصلاحية التي قدمها السيسي أثناء حملته الإنتخابية و بعد تنصيبه رئيساً هي في حقيقة الأمر رؤية ثورية في جوهرها إذا تحققت و نجحت، و نثق إنها ستتحقق و تنجح. هذه الرؤية تقوم علي مبادئ أساسية هي: 

1- مبدأ المصارحة بالحقيقة و الشفافية. 
2- مبدأ المسؤلية المشتركة بين الشعب و قيادته. و هذا المبدأ في جوهره ثوري جداً و يعكس إيماناً كبيراً من الرئيس بقدرات الشعب الجبارة كما إنه من جانب آخر ينسف الأساس الذي يقوم عليه الحكم الإستبدادي و هو سيادة الثقافة الإتكالية بين الناس. إن السيسي يطلب من الشعب اليقظة و العمل و المسؤلية و الإخلاص و هي سمات الشعوب الحرة المتقدمة. 
3- مبدأ التفكير الإستراتيجي لمستقبل مصر؛ فالأشخاص زائلون و الوطن باق بآماله و تطلعاته للأفضل لهذا فرؤية السيسي ليست مجرد برنامج إنتخابي بل هي رؤية استرشادية للأجيال القادمة أيضاً كما هي للجيل الحاضر فأجيال المستقبل عليها أن تُكمل ما توقف عنده الجيل الحالي.إن هذا المبدأ يؤسس ضمنياً لمبدأ آخر هو أن يكون حكم مصر حكم مؤسسات لا حكم فردي ينتهي بموت أو غياب الحاكم. 
4- مبدأ تحقيق الأمن الإجتماعي. فإذا كان تحقيق الأمن الجنائي مهماً فلا يقل أهمية عنه الأمن الإجتماعي،بل هما وجهان لعملة واحدة هي الإستقرار الذي يصاحبه إزدهار.و الأمن الإجتماعي يتحقق عن طريق الإنحياز للفقراء و محدودي الدخل مع تحقيق تحدي التوزان مع الرأسماليين الوطنيين الشرفاء. 
5- مبدأ تأسيس تحالفات و علاقات دولية و إقليمية جديدة تعمل علي حماية و تحقيق إستقلال القرار الوطني يدعمه ظهير شعبي يقظ للمتغيرات و واع بالمؤامرات الخارجية و أذرعها الداخلية. 
6- مبدأ الإصلاح الفكري و الديني و القيمي و تنقية المجتمع من الأفكار الهدامة و الدخيلة عليه إعتماداً علي مقارعة الفكر بالفكر و ذلك بدعم الفكر المستنير الوسطي المعتدل المنسجم مع طبيعة الشخصية المصرية. 

إن هذه هي أهم دعائم رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الإصلاحية لمصر. و هي تنطلق من دافع وطني أصيل طامح لتحقيق إنجاز حقيقي لمصر لتعود إلي مكانها و مكانتها الأصلية كمعلمة و ملهمة و قائدة للعالم. و هو كما صرح سيعمل علي تحقيق هذه الرؤية بشكل متوازي و هو ما يتطلب عمل جاد شاق منه و من الشعب، بالاثنان معاً؛ فالعصا السحرية للسيسي هي الشعب،و الشعب هو المفتاح للخروج من الأزمة إلي إدراك التقدم و الإزدهار.

فقط إذا ألتزم المصريون بمسؤليتهم. و تحيا مصر

__

                                                                                            * منشور بجريدة اللواء العربي عدد 19/6/2014

0 التعليقات:

إرسال تعليق