الإنفراد الذي أعلنت عنه مجلة ( الأهرام العربي )، و الذي ذكرت فيه أسماء فلسطينيين، تقول إنهم من منفذي عملية رفح، التي راح ضحيتها ستة عشر جندياً من الجيش المصري، و إنهم مُنتمون إلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، أقام الدنيا و لم يُقعِدها، و يبدو أنه سيكون مفتوحا لمدة طويلة.
علي الفور سارع قادة حماس بنفي الخبر، و منهم " موسي أبو مرزوق" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي صرح لجريدة اليوم السابع، في 14-3-2012 :
" إن مبادئ و ثوابت حماس لا يمكن أن تحيد عنها، و علي رأس تلك المبادئ عدم نقل
معركتها و مقاومتها خارج الأراضي الفلسطينية؛ فإذا كان لا يمكن إستهداف العدو خارج
فلسطين؛ فكيف لنا أن نستهدف أشقاءنا في مصر علي حدودها".
إلي هنا ينتهي كلام " أبو مرزوق" فهل قطع تصريحه العاطفي قول كل خطيب؟
لندع ميثاق حركة حماس الصادر في 18 أغسطس 1988، يوضح لنا مدي دقة ما قاله " أبو مرزوق".
المادة الثانية ، من الباب الأول المُعنون ( التعريف بالحركة )، و تحت عنوان فرعي صلة حركة المقاومة الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين تذكر صراحة أن:
" حركة المقاومة الإسلامية(حماس)جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، و حركة
الإخوان تنظيم عالمي...".
و من هذه المادة يكون بديهياً أن الحركة هي جزء ضمن أجزاء أخري من المشروع الكبير لجماعة الإخوان المسلمين في تحقيق حلم الخلافة أو " أستاذية العالم".
المادة الرابعة من الميثاق توضح أن عضوية الحركة مفتوحة لغير الفلسطينين فهي (حماس) ترحب بكل : " مسلم أعتقد عقيدتها، و أخذ بفكرتها، و ألتزم بمنهجها، و حفظ أسرارها، و رغب أن ينخرط في صفوفها لأداء الواجب..".
فليس شرطاً إذن أن يكون الحَمساوي فلسطيني ، بل من الممكن أن يكون مصري أو ماليزي أو أمريكي . طالما أنه متوافق مع الشروط التي ذكرتها المادة الرابعة، و هل أدل علي هذا أن إسم جناحها العسكري منسوب إلي السوري ( عز الدين القسام )؟
المواد الخامسة و السابعة و العاشرة تؤكد علي الطابع العالمي للحركة.
المادة الخامسة الخاصة بالتحديد المكاني لعمل حركة حماس فتقول :
" و بٌعدها المكاني : حيثما تواجد المسلمون الذين يتخذون الإسلام منهج حياة
لهم ، في أي بقعة من بلاد الأرض فهي بذلك تضرب في أعماق الأرض و
تمتد لتعانق السماء"..
و تضيف المادة السابعة تأكيداً للمادة الخامسة و للمادة الرابعة:
" بحكم إنتشار المسلمين الذي ينهجون منهج حركة المقاومة الإسلامية في كل بقاع العالم و يعملون علي مناصرتها و تبني مواقفها و تعزيز جهادها فهي حركة عالمية..".
المادة العاشرة تقول نصاً " و حركة المقاومة الإسلامية، و هي تشق طريقها سند لكل مُستضعف، و نصير لكل مظلوم بكل ما أوتيت من قوة ، لا تدخر جهداً في إحقاق الحق و إبطال الباطل بالقول و الفعل في هذا المكان،و في كل مكان يمكنها أن تصل إليه و تؤثر فيه".
و هكذا، فإن الواضح أن ميثاق حركة حماس يُناقض تصريحات " أبو مرزوق " فمواده تؤكد في أكثر من موضع علي أن حماس حركة عالمية، عضويتها تتسع لكل مسلم أياً كانت بلده طالما إنه إلتزم بالميثاق و بأسرار الحركة ، و يظهر واضحاً إنها ليست مجرد حركة محلية، أي مُختصة بفلسطين فقط ، بل هي كما جاءت الألفاظ صريحة " في هذا المكان.." أي فلسطين .. و " في كل مكان يمكنها أن تصل إليه و تؤثر فيه" أي خارج فلسطين، و هو ما يسنده الواقع فقي العراق أيضاًَ توجد حركة تٌسمي ب(حماس - العراق) و هي أيضاً تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، و ذراعها العسكري هي : كتائب الفتح الإسلامي، و هي التي ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
هل من الممكن أن تظهر ( حماس - مصر )، كتائب حسن البنا ، أو كتائب سيد قطب .. مثلا ؟!
سؤال آخر مهم: هل ينتهي دور حركة حماس، طبقاً لميثاقها ، بمجرد تحرير فلسطين من ( الصهيونيين) ؟
المادة التاسعة من الميثاق الخاصة بالبواعث و الأهداف لنشأة حركة حماس تقول إن بواعثها هي أنها وجدت نفسها " في زمن غاب فيه الإسلام عن واقع الحياة و لذلك اختلت الموازين و إضطربت المفاهيم .." و الأهداف " منازلة الباطل و قهره و دحره ليسود الحق... مُعلناً قيام دولة الإسلام..". أي أن هذه المادة توضح المادة الثانية و تؤكد علي إنها جزء من المشروع الإخواني الكبير ( أستاذية العالم).
إذن فليس منطقياً أن نفصل بين حركة حماس- المسئول عنها إخوان فلسطين و بين إخوان مصر. فهم أصحاب مشروع واحد. و هكذا فإن " مبادئ و ثوابت حماس " التي " لا يمكن أن تحيد عنها" كما قال أبو مرزوق هي في حقيقتها نفس مبادئ و ثوابت إخوان مصر، و الإخوان في كل مكان.
عفواً، أبا مرزوق.. ميثاقك يُكذبك ..
( محمد مجدى )
16 - 3 - 2013
( محمد مجدى )
16 - 3 - 2013