الأربعاء، 25 فبراير 2015

الحرب المعنوية على الجيش

الحرب تبدأ بكلمة. و الداهية  هو من يُسقِط خِصمه معنوياً قبل أن يُنهي عليه مادياً. و ما ندعوه صدفة إذا تكرر أكثر من مرة تحول إلي ظاهرة، و هجوم الإخوان و حلفائهم المُنتظِم علي الجيش ليس بريئاً و إنما هو مدروس و منهجي. و الهدف إسقاط الجيش أو تطويعه. و السبب إنه لا يخشي التنظيم إلا قوة مُنظمة تُشاركه الحضور علي الساحة، و للجيش عند المصريين شرف و ثقة فهو حامي الحِمي و رمز للعزة و الوطنية المصرية، و هو إعتقاد سليم، بلا شك.


الجيش المصري وطني بإمتياز فهو حامي الوطن و الحدود و الأمن القومي المصري، و الإخوان عقيدتهم ضد الدولة الوطنية و ضد الحدود الوطنية، فلا مانع مثلاً من أن يذهب سولار مصر و غازها إلي غزة تحت حكم مرسي في الوقت الذي تعاني فيه مصر من إنقطاع الكهرباء و أزمة مرور، و لا مانع من أن يتعامل مرسي مع حلايب و شلاتين في حدودنا الجنوبية مع السودان علي إنها شئ لا لزوم له تُوهب بوعد للسودان رٌغم التضحية بتاريخ وطني شامخ في الحفاظ علي الأرض و كذا بثروات معدنية و طبيعية مكتشفة توفر فرص عمل و حياة أفضل للمصريين، و لا مانع للإخوان أيضاً أن يمتلك القطريون أو غيرهم أصولاً مصرية تجعل مصر أشبه بالعقار المرهون ! ، لا مانع من هذا كله و أكثر تحت غطاء ( المشروع الإسلامي ) و دولة الخلافة التي لا تعرف حدوداً بين الأوطان ! و التي تختزل و تقتصر الهوية فقط علي هوية الدين، و هو مغالطة علمية كبيرة و إنكار للحقائق الثقافية و الجغرافية و السياسية و العرقية لنطاق مشروعهم الإسلامي المزعوم! 

الجيش بمصريته يقف ضد هذا الحُلم المراهق و لهذا كانت هذه الحملة المُنظمة ضده التي تهدف أولاً إلي هزيمته معنوياً و    تحطيم صورته الذهنية الإيجابية عند الناس تمهيداً لخطوة ثانية تسمح بتفكيكه لتتغير عقيدته الأصيلة إلي عقيدة مُلونة بلون فصيل واحد، تحوله من جيش وطني نظامي إلي جيش من جيوش أمراء المماليك ! 

كانت البداية من مُرشد الإخوان حين وصف الجيش بإنه عظيم لكنه يحتاج لقيادة رشيدة ليجعله جيشاً طيعاً، ثم أعقبه القيادي الإخواني علي عبد الفتاح الذي ألمح إلي تدبير الجيش لحادث رفح للإنقلاب المُبكر علي مرسي! ، فتصريح صفوت حجازي بان نعال مقاتلي حماس أشرف من أي جيش علي ظهر الأرض، و ذلك عقب تسريبات جريدة الأهرام العربي لأسماء مجموعة قالت إنهم المنفذين لتفجيرات رفح و إنهم منتمين لحماس، و كذلك القصيدة التي ألقاها أحد قيادات الإخوان واصفاً فيها السيسي بالفأر، وتصريح عصام العريان بأن الجيش لو فكر في الإنقلاب علي الشرعية فسوف نأتي له بجيوشنا ! ، و الهجوم المستمر من حازم صلاح أبو إسماعيل علي الجيش و قياداته، و ما نشرته جريدة فيتو  عن قرار لمرسي بزيادة رواتب الحرس الجمهوري لكل فرد بما قيمته 7 آلاف جنيه و هو ما رفضه الجيش كي لا يتسبب في إحساس ضباط الجيش بتمييز، و لكن مرسي أصر عليه و نفذه، بحسب الجريدة !  و إعلان جماعة الجهاد الصريح إنهم لن يستخدموا القوة ضد الجيش ( الآن) ! فمتي إذن ؟ كما أوضحت ، بعد هزيمته معنوياً..

و حتي الآن فإن مرحلة تحطيم الصورة الذهنية الإيجابية للجيش عند الشعب مستمرة، لكنها لم تنجح بعد ، خاصة و أن قيادة الجيش الحالية تقوم بمهامها بكفاءة كبيرة و تُصلح قدر المُستطاع خطايا الحُكم و تدافع بإستماتة عن الأمن القومي المصري، و في الوقت الذي يمُارس فيه الإخوان عبثهم نجد أن رئيس الأركان صدقي صبحي قد ألجم شطط السودانيين بخمس كلمات فقط موجهاً رسالة للعسكريين السودانيين و هي " حلايب .. و .. شلاتين .. خط ..أحمر.. إنتهي. ".

و قوة الجيش من قوة إلتفاف الشعب حوله، لا بقوة الدبابة و الصاروخ و الطائرة فقط. و دون هذا فستكون الخطيئة الكبري التي لن يغفرها لنا التاريخ ؛ و لنا في الجيش العراقي عِبرة ! 

                                                                                              ( محمد مجدى )
                                                                                               2 - 5 - 2013 

0 التعليقات:

إرسال تعليق