الأربعاء، 25 فبراير 2015

أسرار زيارة العريفي !







ý   3 اهداف رئيسية لزيارته :* دعم الاخوان اقتصاديا للتغطية علي فشلهم *تهدئة المصريين الغاضبين قبل 25 يناير * ضمن مخطط لاخونة الازهر
ý   كاد ان يتسبب في مشكلة بين الكويت و السعودية بعد تغريدة تطعن في شرعية امير الكويت.

ý   بعث برسالة لملك السعودية يناشده العفو عن تنظيم جدة الاخواني المتهم بقلب نظام الحكم. 
ý   الخُطبة منقولة حرفياً عن دراسة لباحث  سعودي





محمد العُريفي.. الداعية السعودي الذي خطب من علي منبر مسجد عمرو بن العاص كان بلا منازع  - و لمدة اسبوعين – منذ  بداية  يناير الجاري   – هو حديث الشارع.  و بدا الرجل كما لو كان  المهدي الذي يأتي ليوحد شتات المصريين المتفرقين أو كالرجل الذي جاء يسعي من المدينة ليرمي بكلمة الحق وسط أُناس اعماهم الصراع و التقاتل علي متاع الغرور ..! 

لكن الحفاوة المبالغ فيها و الاهتمام غير العادي يجعل من حقنا أن نبحث و نعرف ماذا وراء الزيارة .. و هل هي مجرد خُطبة دينية أم هي خُطبة سياسية حزبية تتخفي وراء قناع الدين ؟ كان البحث مفيداً و كانت النتائج كاشفة عن أسرار جديرة بأن توضع في الإعتبار.. فما هي هذه الاسرار ؟


خطبة الداعية السعودي محمد العُريفي التي القاها في 11 يناير (2013) بمسجد عمرو بن العاص بمصر.. هي خُطبته الثانية عن ( فضائل مصر" بعد الأولي التي القاها في السعودية و تداولتها وسائل الاعلام بإهتمام كبير.. و لقي العٌريفي دعماً و تأييداً كبيراً من مسئولين سياسيين مصريين علي رأسهم رئيس الوزراء هشام قنديلالذي استقبله في مكتبه و شكره علي " كلامه الطيب في حق مصر و المصريين"  و هو نفس ما قام به شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب- و كذلك وزير الإعلام ( الاخواني)صلاح عبد المقصود الذي " وجه باذاعة خطبة العُريفي من مسجد عمرو بن العاص علي كل القنوات المصرية الرسمية و بتوزيع شركة صوت القاهرة لها" و تم اعادة عرضها مرة أخري ثم صرح بعدها عبد المقصود بتصريح صادم، لا يليق بمسئول سياسي إطلاقه حين قال " العُريفي عرف المصريين بحقيقتهم "! 




الخُطبة عادية و  لم تأت بجديد يجعل كل هذا الاهتمام الرسمي – سياسياً و إعلامياً و دينياً – طبيعياً فهي لا تختلف عن خطب الزوايا. 

بل ان  الكاتبة السعودية بدرية البشر تقول ان هذه الخطبة  ،" منقول اكثرها " " بشكل حرفي" عن دراسة للباحث الدكتور محمد موسي الشريف و التي نشرها في مجلة ( المجتمع) في بحث بعنوان : ( فضائل مصر و مزايا اهلها).*( إقرأ نص دراسة الشريف 

(بالضغط علي اسم الخطبة )
.

و هو ما يجعلنا نشاركها التساؤل حول سر الزخم الاعلامي و السياسي الرسمي في الإحتفاء به ؟  و نضيف سؤال آخر  : ما سر توافد الدعاة السعوديين و الخليجيين علي مصر هذه الايام و الخطابة من جوامعها و منابرها  الرسمية ؟


و يذهب الداعية السلفي الشيخ محمد سعيد رسلان إلي أن جماعة الإخوان تفتق ذهنها عن حيلة لـ " تجميل وجهها المحروق " و هي استقدام دعاة وجوه سلفية من الخارج تابعين للفكر ( القُطبي) للتأكيد علي دور مصر القيادي و فضلها علي الامتين العربية و الاسلامية و من هؤلاء الشيخان عائص القرني و محمد العُريفي و هما تلميذا الشيخمحمد قطب، شقيق سيد قطب ". تصريحات رسلان تقودنا لأسئلة  هامة و مناطق جديدة : ما هي علاقة القرني و العُريفي .. و سِفر الحوالي و سَلمان العودة .. و الأخرون الذين توقع أن يكونوا علي منابر مصر في الايام المُقبلة لتعزيز حكم الإخوان .. بالإخوان المسلمين ؟ هل هم إخوان ؟ هل يوجد في السعودية و الخليج إخوان مسلمين ؟  و كيف يكون هناك دعاة سعوديين إخوانا( مسلمين)؟ و ما هي العلاقة بين السعوديين و الوهابيين و السلفيين و القطبيين؟ و ما التمايز و التقاطع بينهم ؟ اسئلة لا نستطيع إجابتها جميعاً حتي لا نقع في آفة التشتت و الغياب عن الموضوع الأصلي. 



                                          * * *
السيطرة علي الازهر  



في حلقة 15 ديسمبر 2012 من برنامج اتجاهات الذي تقدمه الاعلامية السعودية نادين البدير و المعنونة ب" الاخوان في الخليج" ذكر الكاتب السعودي خالد خاشقتمي – المحسوب علي الاخوان أو المُتعاطف معهم بحسب تعبيره-  ان ما لا يعرفه الكثيرون داخل السعودية بانه يوجد صراع بين العلماء الاخوان و غير الاخوان و هو حتي الآن لصالح غير الاخوان منهم. و ذلك في سبيل استعراضه للوجود الاخواني في السعودية و علاقات الصعود و الهبوط.  و مما هو مسكوت عنه في التاريخ أن جماعة الإخوان المسلمين هي صناعة سعودية، صناعة دولة وليدة تريد ان تبحث لها عن دور و نفوذ و أن مؤسس الجماعة حسن البنا كانت له علاقات وثيقة بالنظام السعودي و; و كان مُعجباً بمؤسس الوهابية محمد بن عبد الوهاب و ان حركة الاخوان نفسها تتخذ مُسمي حركة اخري كانت مؤسسة عسكرياً علي العقيدة الوهابية و هي الذراع العسكرية التي أسست الدولة السعودية ثم أطاح بها مؤسس الدولة السعودية الثالثة و لم يُبق منها إلا ما يُحافظ علي سند شرعي له للحكم من تعاليمها. و في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر كانت السعودية علي رأس البلاد التي يلجأ إليها الإخوان مُستغلين علاقة العداء التي كانت بين البلدين في هذا الوقت.إذ كان كل منهما يحمل مشروعاً مُناهضاً للاخر. السعودية تحمل مشروعاً إسلامياً يكون فيه الملك هو النجم الأول للعالم الإسلامي بينما ناصر يحمل مشروعاً قومياً عربياً تكون السعودية بنفطها أحد أجزائه.. و بينما كانت مصر تمتلك قوة ناعمة تجعلها قِبلة للمسلمين و للعالم الإسلامي ممثلة في الأزهر الشريف ، و هو ما ينعكس بالايجاب علي نفوذها السياسي فأقنع الاخوان المسلمين و حلفاؤهم من شيوخ الوهابية- العائلة الملكية السعودية بانشاء مؤسسات دينية تنافس الازهر. و بالفعل انشأت المملكة في عام 1961 الجامعة الاسلامية في مكة و في عام 1967 جامعة الملك عبد العزيز، و كان ابو الاعلي المودودي احد امناء جامعة المدينة التي اراد ان تكون مركزاً لليمين الاسلامي في مواجهة الازهر.. و ابو الاعلي المودودي اقتبس افكاره الدينية و السياسية من حسن البنا، و قد زاره في باكستان سعيد رمضان السكرتير الشخصي للبنا و زوج ابنته .. بعد وفاة البنا .. و تأثر بالمودودي و افكاره و حاكميته ( التي اصولها موجودة عند فكر حسن البنا و الذي تأثر بدوره بمحمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ! ) – تأثر به : سيد قطب ..! 





و كان ابن باز.. من جيل الطُلاب الاول لهذه الجامعات.. الذي يحمل الفكر الاخواني في صيغته السعودية الوهابية المودودية القطبية – الخام..  و هو بالطبع من أكبر اساتذة العُريفي – كما يذكر هو بنفسه في سيرته الذاتيه علي موقعه الاليكتروني – و كذلك هو شيخ كثيرين..منهم القرني و العودة .. إلخ.

و التفاصيل كثيرة .. لكن المهم هنا هو اننا بهذا العرض نضع ايدينا علي جزء هام من أسرار توافد دعاة السعودية علي مصر هذه الايام. و صحيح هو ما قاله الشيخ السلفي محمد سعيد رسلان من ان الايام القادمة ستشهد وجوه سلفية تتبع الفكر القُطبي .. فهذا تصريح عن أحد قيادات نقابة الدعاة المهنية يكشف فيه عن " خطة لوزراة الاوقاف لتنشيط المساجد الكبيرة بالاستعانة بعدد من العلماء الكبار لالقاء خُطب بها مشيراً إلي أن الفترة القادمة ستشهد قيام علماء كبار بالقاء خُطب داخل مساجد الاوقاف الكبري" و كان هذا رداً علي انتقادات حول اعتلاء الداعية المصري – القطري يوسف القرضاوي لمنبر الازهر وجهتها له نقابة الدعاة المستقلة التي عللت رفضها له  لانه " به صبغة سياسية و معروف بميله الشديد للاخوان المسلمين" فكان الرد بتخصيص خُطبة شهرية في اول كل شهر عربي للشيخ القرضاوي..  و وزير الاوقاف، طلعت عفيفي هو النائب الاول لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق و الاصلاح التي تضم في عضويتها راعيها النائب الاول لمرشد الاخوان المسلمين : خيرت الشاطر ! 

و حتي تكتمل الصورة فإننا لا يُمكِن ان نُسقِط من حسابتنا تصريحات ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية ، و عضو تأسيسية الدستور، التي تم تداولها عبر الفيديو المُسرب بعد اقرار اول دستور بعد الثورة و التي تحدث فيها عن عدم المقدرة الآن علي عزل شيخ الآن لكنه يمكن عزله بعد اقرار القانون الجديد الخاص بتحديد سن المعاش و التشكيل الجديد لهيئة كبار العلماء. و كذلك الواقعة الأخيرة التي كان ابطالها طلاب المدينة الجامعية الذين بعثوا برسالات سرية لعدد من علماء و اساتذة الازهر تطالبهم بالاستتابة و البعُد عن المذهب الاشعري ! و هي رسائل علي طريقة حسن البنا و اقرانه و هو صبي حيث كانوا يرسلونها لاستتابة اهل القرية الضالين ! – من وجهة نظرهم. 







و لعل الصورة الآن تكون واضحة فإحدي أهداف زيارة العريفي و إخوانه من الدعاة غير المصريين و التصميم علي إعتلائهم منابر الازهر و المساجد الرئيسية و الكبري في مصر هو في سبيل مخطط لـ " وهبنة الآزهر " ليكون طوع القيادة السياسية بأجندتها الجديدة الاخوانية.. التي طالما ارتقت الحكم فلن تتركه ابداً – كما قال مرشدهم الثاني   الهضيبي عقب الإطاحة بالملك فاروق... و هو ما يتطلب الهيمنة الكاملة علي كافة مؤسسات الدولة و منها المؤسسة الدينية و اعادة تشكيلها وفق الفكر الديني و الخطاب السياسي الذي تتبناه الجماعة الأم لكل حركات اليمين الديني و التي تسعي إلي استاذية العالم .. و دولة الخلافة ! 


و بهذا فإن العُريفي و آخرون من الدعاة  الإخوان  و الوهابيين يكونون أدوات في مخطط للسيطرة علي الازهر. 






توفير الدعم الاقتصادي  لإخوان مصر للتغطية علي فشلهم




أزمة الخلية الإخوانية المُعتقلة في دولة الأمارات تكشف لنا عن أبعاد أخري مهمة في موضوع الإدارة السياسية للإخوان و علاقاتهم مع دول الخليج العربي ؛ فدول الخليج العربي، باستثناء قطر، تنظر إلي الأحداث في دول ما يُطلق عليه الربيع العربي بعين الحذر و الريبة ، و تخشي من تصدير الثورة إليها، و هي تري إنها ليست ثورات و لكنها صناعة أمريكية إخوانية ؛ فهذه الدول تري ان خريطة التحالفات في المنطقة قد بدأت تتغير، و الامارات تقود هذا الاتجاه في الخليج و لهذا فإن تصريحات ضاحي خلفان ليست كما يروج البعض تصريحات شخصية بل هو توجه خليجي عام يهدف الي تجفيف منابع قوة الاخوان في الخليج فمثلاً الامارات نجحت في تخليص مناهج التعليم من فكر الاخوان بها حيث كان التربويين من الجماعة هم الذين يضعون المناهج و التي عن طريقها يتم زرع الفكر الاخواني فيهم منذ الصغر.. و هو ما ما تقوم به الآن المملكة السعودية.. بل و تعقب التنظيمات الاخوانية او محاولات التنظيم كما هو يحدث الآن في ازمة الخلية الاخوانية المقبوض عليها و التي ثبت لدي السلطات الاماراتية تلقيهم دعماً مالياً من اخوان الكويت، و كذلك فإن السلطات السعودية اعتقلت منذ ما يقرب من عامين القيادي الاخواني سعود الهاشمي و آخرون بتهمة التحريض علي قلب نظام الحكم و جريمة جمع التبرعات لاغراض سياسية. و الشيخ العُريفي ليس ببعيد عن هذه الاحداث بل هو في قلبها. فقد ارسل مناشدة للملك السعودي عقب القبض علي الهاشمي و أخرون يطالبه بالافراج عنهم في القضية المعرةفة باسم تنظيم جدة. أما  بالنسبة للكويت فالعريفي  ممنوع من دخول الكويت منذ عام 2010 و حتي الآن ففي هذا العام تدخل العُريفي في الشأن الكويتي و قام بمهاجمة شيعة الكويت و هو ما أثار السخط عليه فتم منعه من القاء المحاضرات 


هناك و من دخول الكويت،فالبنية السياسية و الاجتماعية في الكويت بها تداخل قوي بين السُنة و الشيعة فالسنة و الشيعة هناك في المعارضة و هم ايضاً في الحكم.. و في اكتوبر 2012 كان للعُريفي موقف آخر مع الكويت حيث غرد عبر حسابه علي تويتر خلال الاحتجاجات علي قانون الصوت الانتخابي الواحد بدل الصوتين و التي قادتها المعارضة من الاخوان فكتب: ان امير الكويت فاقد للولاية الشرعية.. و هو ما اعتبٌر تحريضاً لاستخدام العنف و للقيام بثورة ضد الامير و هاجمه مغردون و اعلاميون كويتيين و سعوديين و استنكروا فتوته التي قالوا انها تُخالف الفتاوي الرسمية السعودية بحق شرعية الامير الكويتي بل وصفه البعض بالازدواجية ففي نفس الوقت الذي شكك فيه في شرعية امير الكويت كان يُثني علي امير قطر خلال زيارته لقطاع غزة عبر مصر معللين ان الكويت هي اكثر دول الخليج في التقدم الديموقراطي فأميرها مُنتخب عبر البرلمان الذي اختارته الارادة الشعبية  بينما قطر ليس بها ممارسة ديموقراطية كالتي في الكويت و البعض  اتهمه بان القضية بالنسبة له شخصية علي خلفية منعه من القاء المحاضرات في الكويت في 2010 بينما هو يلقي محاضرات منتظمة في قطر و عبر فضائيتها.كما ان البنية السياسية و الاجتماعية بين النظامين السعودي و الكويتي قريبتين جدا .. بل ان البعض قال له لماذا لا تنتقد مرسي الاسلامي الذي لا يُطبق الشريعة ؟! دخلت الامارات علي الخط في هذه الازمة و قررت ايضاً منعه من دخول اراضيها و الظهور في تلفزيوناتها و تقديم برامجه و محاضراته. و قد دشن  في اول يناير (2013) إخوان الخليج حملة  يستنفرون جهودهم للقيام بحملة جمع تبرعات لدعم الاخوان في مصر اقتصادياً للتغطية علي فشل الإدارة الإخوانية لمصر عن طريق مقالات صحفية و جهود خيرية و حملات تبرع لتحويل الاموال الي مصر نظراً لما تمثله التحويلات من مصدر هام للاقتصاد ؛ فمصر هي البلد الام لتنظيم الاخوان و نجاح الاخوان فيها او فشلهم هو ما سيقول الكلمة النهائية في نجاح مشروعهم العالمي. و هذه الحملة لا تختلف عن نهج الاخوان في مصر حيث  منهجيتهم في علاج المشاكل كما هو واضح الي الآن يكون بالاستدانة او التبرعات بينما تغيب اي جهود او خطة لبناء اقتصاد وطني منتج..!   و السؤال المنطقي و الذي له علاقة بالموضوع هل السعودية تدعم الاخوان المسلمين في حكم مصر ام لا و هي كما تم عرضه  البلد الراعية لهم منذ نشاتهم و الطبيعي ان تجني حصاد رعايتها لهم بامتيازات اكثر من غيرها؟ و الاجابة هي لا. فللاسباب السابقة فإن المملكة تدعم السلفيين بدلاً من الاخوان كما يري عدد من المراقبين السياسيين.

و هكذا نضع ايدينا علي ثاني هدف حقيقي من توافد العريفي و اخوانه من دعاة الخليج إلي مصر و هو في إطار حملة لدعم إخوان مصر اقتصادياً للتغطية علي فشلهم الاقتصادي.كما انه من الاهمية  توضيح خطورة تدخله في الشئون الداخلية لاي بلد و رأينا كيف كان سيتسبب في ازمة في العلاقات الكويتية السعودية المتينة تاريخياً لولا ان أمره أحد امراء السعودية بالاعتذار لامير الكويت و هو ما فعله في النهاية.  **

تهدئة المصريين الغاضبين  قبل 25 يناير 2013 :



إن أهم النقاط التي تطرقت إليها خُطبتا العُريفي هي الخاصة بدعوته للمستثمرين السعوديين للإستثمار و ايداع الاموال بمصر و بنوكها بدلاً من سويسرا و أمريكا. حيث إنه مس أوجاع المصريين المعاشية في مجتمع يعج بالفقر و البطالة بشكل مُقلق. و النقطة الثانية هي حديثه عن رصده لمؤمرات خارجية إقتصادية و إعلامية و سياسية تُحاك ضد مصر و من ثم فهو يدعو المصريين للتوحد.. و نبذ الفٌرقة. و هو نفس ما سبقه إليه بإسبوع واحد الداعية السعودي عائض القرني الذي خطب هو الآخر من مسجد الحُصري بمدينة السادس من أكتوبر..بل و كان القرني أكثر صراحة و وضوحاً في خُطبته حيث وصف المعارضين للاخوان بانهم " قشور سريعة الزوال". 

هنا مربط الفرس، دور سياسي يمارسه دعاة دين غير مصريين في وقت تنفجر فيه الاوضاع بمصر، لمساندة النظام الإخواني الحاكم في مصر بعد تعرض وسائل تواصله مع الجماهير لهزات و أزمات ثقة بعد غلو مشايخ الفضائيات الدينية في فتاويهم و إستخدامهم لخطاب غليظ تسبب في تنفير عدد لا بأس منهم و حصول عبد الله بدر و قناة الحافظ علي أحكام بالسجن للاول و بالاغلاق للثانية.
و أقلام إخوان الخليج من الاعلاميين تعزف علي نفس النغمة التي يرددها اخوان مصر، أقصد الحديث عن مؤمرات خارجية من نوعية التي رصدها الشيخ العريفي كما يزعم " مؤمرات سياسية و اقتصادية و اعلامية " و لا نعرف كيف رصدها و لم يقل لنا لا هو و لا عائض القرني و لا اقلامهم الخليجية ما هي تفاصيلها تماما كما فعل الرئيس مرسي نفسه اثناء اعتصام الاتحادية حين ذكر هو ايضاً حديث المؤامرة و حتي اليوم لم نر منه دليلاً علي ما يقول . المفاجأة ان العريفي في خُطبته المكتوبة و التي نشرها موقع الاهرام الاليكتروني كاملة. تخلو من هذه العبارات و هو ما يعني 
انه ارتجلها علي منبر عمرو بن العاص و كان قد سبقه بايام قليلة عائض القرني في جامع الحصري بالسادس من اكتوبر و كان اكثر صراحة و وضوحاً من العريفي حيث قال كل ما يقوله الاخوان بل بنفس العبارت بل و كان اكثر صراحة منهم حيث طالب المصريين بالصبر و العمل حتي يتجاوز المرحلة الحالية و هو نفس ما يقوله الاخوان متجاهلين ان الامر لا يتعلق بالشعب وحده و انما بخطط الحكومة و هي الخطط المجهولة حتي الآن و كأنها اسرار مقدسة لا يمكن اعلانها بل هي فيما يبدو غير موجودة من الاساس. كما انه اعتبر ان الثورة المصرية " ثورة تصحيح" و هو يتفق مع ما يروجه الاخوان من ان الثورة حققت اهدافها باختيار الشعب للرئيس مرسي اختياراً حُرا. و من ثم فهي نجحت و هو ما يُشكل تجني عن حقيقة الثورة التي 




قامت لاجل اهداف في قلبها العدالة الاجتماعية الغائبةحتي الآن و التي جاء الدستور الاخواني و قرارات مرسي الاقتصادية جائرة عليها. بمعني آخر اكثر وضوحاً فإن الإخوان عبر دعاتهم المستوردين يريدون توظيف الدين كمُسكن لاوجاع الناس لنزع فتيل غضبهم المُتوقع قبل يوم 25 يناير 2013 ، في العام الثاني لثورة ضلت الطريق.    


                                                                      ( محمد مجدى )
                                                                         23 - 1 - 2013                

0 التعليقات:

إرسال تعليق