الأربعاء، 25 فبراير 2015

ميثاق حماس يُكذب حماس !




الإنفراد الذي أعلنت عنه مجلة  ( الأهرام العربي )، و الذي ذكرت فيه أسماء فلسطينيين، تقول إنهم  من منفذي عملية رفح، التي راح ضحيتها ستة عشر جندياً  من الجيش المصري، و إنهم مُنتمون إلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية، أقام الدنيا و لم يُقعِدها، و يبدو أنه سيكون مفتوحا لمدة طويلة.


علي الفور سارع قادة حماس بنفي الخبر، و منهم " موسي أبو مرزوق" نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي صرح لجريدة اليوم السابع، في 14-3-2012 :

                                             " إن مبادئ و ثوابت حماس لا يمكن أن تحيد عنها، و علي رأس تلك المبادئ عدم نقل 


                                               معركتها و مقاومتها خارج الأراضي الفلسطينية؛ فإذا كان لا يمكن إستهداف العدو خارج

                                               فلسطين؛ فكيف لنا أن نستهدف أشقاءنا في مصر علي حدودها".


إلي هنا ينتهي كلام " أبو مرزوق" فهل قطع تصريحه العاطفي قول كل خطيب؟

لندع ميثاق حركة حماس الصادر في 18 أغسطس 1988، يوضح لنا مدي دقة ما قاله " أبو مرزوق".



المادة الثانية ، من الباب الأول المُعنون ( التعريف بالحركة )، و تحت عنوان فرعي صلة حركة المقاومة الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين تذكر صراحة أن:

                                           " حركة المقاومة الإسلامية(حماس)جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، و حركة
                                             الإخوان تنظيم عالمي...".
و من هذه المادة يكون بديهياً أن الحركة هي جزء ضمن أجزاء أخري  من المشروع الكبير لجماعة الإخوان المسلمين في تحقيق حلم الخلافة أو " أستاذية العالم".

المادة الرابعة  من الميثاق توضح أن عضوية الحركة مفتوحة لغير الفلسطينين فهي (حماس) ترحب بكل : " مسلم أعتقد عقيدتها، و أخذ بفكرتها، و ألتزم بمنهجها، و حفظ أسرارها، و رغب أن ينخرط في صفوفها لأداء الواجب..".

فليس شرطاً إذن أن يكون الحَمساوي فلسطيني ، بل من الممكن أن يكون مصري أو ماليزي أو أمريكي . طالما أنه متوافق مع الشروط التي ذكرتها المادة الرابعة، و هل أدل علي هذا أن إسم جناحها العسكري منسوب إلي السوري ( عز الدين القسام )؟

المواد الخامسة و السابعة و العاشرة تؤكد  علي الطابع العالمي للحركة.

المادة الخامسة الخاصة بالتحديد المكاني لعمل حركة حماس فتقول :
                    " و بٌعدها المكاني : حيثما تواجد المسلمون الذين يتخذون الإسلام منهج حياة
                       لهم ، في أي بقعة من بلاد الأرض فهي بذلك تضرب في أعماق الأرض و
                                                     تمتد لتعانق السماء"..

و تضيف المادة السابعة تأكيداً للمادة الخامسة و للمادة الرابعة:
          " بحكم إنتشار المسلمين الذي ينهجون منهج حركة المقاومة الإسلامية في كل    بقاع العالم و يعملون علي مناصرتها و تبني مواقفها و تعزيز جهادها فهي حركة  عالمية..".
المادة العاشرة تقول نصاً   "  و حركة المقاومة الإسلامية، و هي تشق طريقها سند لكل مُستضعف، و نصير لكل  مظلوم بكل ما أوتيت من قوة ، لا تدخر جهداً في إحقاق الحق و إبطال الباطل  بالقول    و الفعل في هذا المكان،و في كل مكان يمكنها أن تصل إليه و تؤثر فيه".



و هكذا، فإن  الواضح أن ميثاق حركة حماس يُناقض تصريحات " أبو مرزوق " فمواده تؤكد في أكثر من موضع علي أن حماس حركة عالمية، عضويتها تتسع لكل مسلم أياً كانت بلده طالما إنه إلتزم بالميثاق و بأسرار الحركة ، و يظهر واضحاً إنها ليست مجرد حركة محلية، أي مُختصة بفلسطين فقط ، بل هي كما جاءت الألفاظ صريحة " في هذا المكان.." أي فلسطين .. و " في كل مكان يمكنها أن تصل إليه و تؤثر فيه" أي خارج فلسطين، و هو ما يسنده الواقع فقي العراق أيضاًَ توجد حركة تٌسمي ب(حماس - العراق) و هي أيضاً تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، و ذراعها العسكري هي : كتائب الفتح الإسلامي، و هي التي ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003.

هل من الممكن أن تظهر ( حماس - مصر )، كتائب حسن البنا ، أو كتائب سيد قطب .. مثلا ؟!

سؤال آخر مهم: هل ينتهي دور حركة حماس، طبقاً لميثاقها ، بمجرد تحرير فلسطين من ( الصهيونيين) ؟

المادة التاسعة من الميثاق الخاصة بالبواعث و الأهداف لنشأة حركة حماس تقول إن بواعثها هي أنها وجدت نفسها " في زمن غاب فيه الإسلام عن واقع الحياة و لذلك اختلت الموازين و إضطربت المفاهيم .." و الأهداف " منازلة الباطل و قهره و دحره  ليسود الحق... مُعلناً قيام دولة الإسلام..". أي أن هذه المادة توضح المادة الثانية و تؤكد علي إنها جزء من المشروع الإخواني الكبير ( أستاذية العالم).

إذن فليس منطقياً أن نفصل بين حركة حماس-  المسئول عنها إخوان فلسطين و بين إخوان مصر. فهم أصحاب مشروع واحد. و هكذا فإن " مبادئ و ثوابت حماس " التي " لا يمكن أن تحيد عنها" كما قال أبو مرزوق هي في حقيقتها نفس مبادئ و ثوابت إخوان مصر، و الإخوان في كل مكان.



عفواً، أبا مرزوق.. ميثاقك يُكذبك ..

                                                                                           ( محمد مجدى )
                                                                                            16 - 3 - 2013


0 التعليقات:

إرسال تعليق