الأربعاء، 25 فبراير 2015

يوليو 2013 ؟!



إحتجاجات ضخمة بلغت ذروتها لم يشهدها فجر 25 يناير 2011 نفسه ، قامت في مارس الماضي 2013 عددها 1453 إحتجاج قامت بها أكثر من 40 فئة تتصدرها الإحتجاجات الإجتماعية و الإقتصادية و الأمنية تليها السياسية المطالبة برحيل النظام الإخواني.

إقتصاد يتهاوي وصل إحتياطيه إلي مرحلة الخطر منذ أكثر من شهرين، حوالي 13,5 مليار دولار لا يكفي لتغطية الإحتياجات المحلية العاجلة، لا يكاد يكفي لشهرين، حسب ما قاله إقتصاديون بارزون، أي يكفي حتي آخر مايو، بالكاد، و لولا منح قطرية و ليبية عاجلة لكان قد أُعلِن الإفلاس في آخر لحظة، ثم خبر يأتي عن موافقة مصر علي شرط لصندوق النقد الدولي بتعيين مراقب عام حتي يوافق علي منحنا القرض، فيما هو إستدعاء لوجود مراقبين فرنسي و إنجليزي أحدهما لمراقبة الإيرادات و آخر لمراقبة المصروفات في أواخر عهد الخديو إسماعيل، و الذي كان توطئة للإحتلال الإنجليزي لمصر 1882 م !

أداء سياسي مرتبك من نظام مرسي و من معارضيه جعل الناس تشعر باللاأمان و جعل رؤوس الأموال تهرب و جعل شرعية النظام علي المحك داخلياً و خارجياً، نري آثارها في عدم الثقة الواضح جداً داخلياً في عدم قناعة الشعب بقدرة النظام علي إحداث تغيرات محسوسة و جذرية، و خارجياً في حالة المقاطعة الإقليمية : العربية الخليجية – بشكل خاص – لمخاوف محاولات تصدير الثورة إليها علاوة علي التقارب مع إيران، و هما الأمران اللذان يهددان الأمن القومي لهذه الدول، و إفريقياً لأن التوجه السياسي لا يزال كما هو في نهايات حكم مبارك يتسم بعدم المبالاة. و دولياً فدول الإتحاد الأوربي أزعجتها إعتداءات السلطة التنفيذية و علي رأسها الرئيس مرسي علي السلطة القضائية و هو ما حدا بالإتحاد الأوربي إلي الأخذ بتوصية البرلمان الأوربي بقطع المساعدات الأوربية إلي مصر و قيمتها 5 مليارات يورو سنوياً، مع فارق إنه قرر ( مواربة الباب ) فقرر مساعدات ضعيفة هذا العام لا تكاد تُذكر. و الحليف الأكبر – أمريكا – خرجت تصريحات كثيرة لمسئولين أمريكيين يعربون فيها عن خيبة أملهم في إدارة الإخوان لمصر كما و أن زيارة وزير دفاعهم الأخيرة لمصر كما أوضح بيانهم الرسمي قد جعل الدولة باكثر من رأس لا رأس واحدة، و ذلك في تأكيدهم لثلاث مرات في هذا البيان علي لقاءهم مع ( القادة المصريين ) أي مرسي و السيسي !

أضف إلي ذلك أداء الجيش المصري الذي يتسم بالذكاء و بالوقوف كحائط صد ضد ما يُهدد الأمن القومي المصري : قرار السيسي بمنع التملك في سيناء في الحدود التي بينها قراره / تأكيد الفريق صدقي صبحي علي أن حدود مصر حتي حلايب و شلاتين خط أحمر، و غيرها من المواقف و القرارات التي تٌشعر المواطن كل يوم أن الجيش يُغطي بدبلوماسية و وطنية مساؤي الإدارة السياسية الحالية كما لو كان أحياناً يملئ فراغ مقعد الرئاسة و الحكومة !

هذه خطوط عامة، موجزة لا تُغني بالطبع عن التفاصيل لكنها تكفي بشكل أولي لرسم صورة واضحة لمصر إلي أين سوف تكون. و هي بكل تأكيد وضح أن مصر تعاني من فوضي سياسية و إنهيار إقتصادي و حُنق إجتماعي أشد من ديسمبر 2010 ! و ثقة تتنامي في قدرة الجيش علي حماية الوطن.

من الصعب إزاء هذه المُعطيات ان يُكمل مرسي مدته. و ستكون معجزة لو أكمل حتي نهاية هذا العام؛إذ يبدو أن يوليو القادم سيكون شهر حاسم في مستقبل مصر. 

                                                                                              ( محمد مجدى )
                                                                                               2 - 5 - 2013

0 التعليقات:

إرسال تعليق