الثلاثاء، 31 مارس 2015

الأمن القومي و حقوق الانسان بين رابعة و وول ستريت




                                                                   



طبعاً، لو قلت أني مع فض إعتصام مؤيدي مرسي برابعة العدوية بالقوة،حيتهمني البعض إني ضد حقوق الإنسان، و ضد حرية الرأي و التعبير، و إزدواجية المعايير، و أدافع عن الدولة البوليسية السلطوية القمعية..! 

و لأن من بيننا، من يعبد الشعارات الجوفاء، و لا يمل من ترديدها دون فهم لحقيقة أن للحقوق حدود. و أنك حر ما لم تضر. لا ضرر و لا ضرار. و لأن بيننا، أيضاَ، من عنده عقدة نقص حضارية مُستفحلة.. و يجلد نفسه و يجلدنا باننا أمم مستبدة، متعودة علي الإستبداد و تبريره، مش زي الناس التانيين الغربيين اللي عندهم حرية و ديموقراطية راسخة. للموضوعية، فإن الكلام ده حق مخلوط بباطل، و الحقيقة هي إننا مش وحشين اوي للدرجة دي، و مش متخلفين بالدرجة اللي بيدعوها، و يحاولوا يصدروها لنا. 


مبدئياً كدة، هما كلمتين: الشعوب غلبانة، و الحكومات مستقوية و تشبه بعضها جداً. 


طب إيه رأيك يا سيدي، لو أدهشتك و قلت لك، تحديداً في إعتصام رابعة، فالسلطة بتتعامل برقي لا مثيل له، رغم إن من حقها تسحق، أيوة و الله تسحق، المعتصمين، لإرتكابهم أكتر من جريمة، بدءاً من تعطيلهم للمرور و شلهم لمكان حيوي، مما يؤثر علي الحياة اليومية للسكان هناك، و حتي جريمة الإستقواء بدول أجنبية للتدخل في السيادة المصرية !  


مناشدات، بيانات رقيقة تُلقي عليهم بالمروحيات، تنادي كل واحد من المعتصمين بأخي المواطن الشريف، و تشرح له بأدب كيف يٌعطل مصالح الناس، و تدعوه لأن يغادر في هدوء دون ان يخضع لأي مساءلة. علي طريقة إذهبوا فانتم الطلقاء. هنا الدولة تفرط في حق لها، و تغض الطرف و تريد أن تسامح لانها تريد أن تثطبق عليهم روح القانون، و هي حكمة كبيرة مراعاة لمشاعرهم، و قبل أن تتمادي اكتر في شتمي ، عاوز اخد رأيك كدة في تعامل دولة متخلفة إسمها امريكا، مع المعترضين علي سياساتها، طبعاً أكيد سمعت عن حركة أحتلوا وول ستريت، اللي اعتصموا في حديقة و سموها ميدان التحرير الأمريكي، الحركة دي أمتدت في حوالي 100 مدينة أمريكية لوحدها، و حعرض عليك جزء بسيط جداً، من طريقة تعامل الشرطة  و الحكومة معاهم.





                                                   
بٌص يا سيدي، في 24 سبتمبر 2011، في ميدان يونيون ، ألقت الشرطة القبض علي  جميع المحتجين الموجودين تقريباً بتهمة عرقلة حركة المرور  ، و مقاومة الشرطة و كانت اعدادهم ما بين 80 إلي 100 شخص تقريباً،  بل و تم اتهام واحد منهم  رسمياً بضرب ضابط شرطة و ايذاؤه.شوف بقا لو ده حصل عندنا الدنيا كلها حتتقلب إزاي علينا !


و في 30 سبتمبر قادت الحركة مسيرة إلى مقر شرطة نيويورك احتجاجاً على الاعتقالات المستمرة، ثم حاولت قيادة مسيرة أخرى شارك فيها ألفا متظاهر عبر جسر بروكلين، لكن الشرطة اعتقلت 700 ( سبعمائة !) شخص منهم بحجة عرقلة المرور أيضاً، على الرغم من الإفراج عن معظمهم بعدها بساعات.  


و في 22 اكتوبر 2011 تظاهر 500 شخص في نيويورك اعتراضاَ علي " وحشية  الشرطة في التعامل مع المتظاهرين".



و في شيكاغو تم إعتقال اكتر من 300 شخص. و في شيكاغو كمان في 23 أكتوبر فضت الشرطة اعتصاماً ل 1500 شخص في حديقة غرانت بارك و اعتقلت 130 شخص.!


و علي فكرة تم تحويل 20 شخصاً إلي محاكم الجنايات الأمريكية. دي أمريكا  بلد الحريات في العالم، لكن العيب علينا و علي حكوماتنا غنها مبتحشرش نفسها في الشان الداخلي الأمريكي زي ما بيحشروا نفسهم في كل خصوصياتنا، العيب علينا إننا حتي ع الاقل مبنعرفش نقولهم : " ندعو الحكومة الأمريكية إلي ضبط النفس، و عدم استخدام الشرطة للعنف المفرط تجاه المحتجين او ندعوهم للالتزام بحقوق الإنسان وصيانتها. حقوق الإنسان المبرر الأمريكي لقهر و إستغلال الإنسان في كل مكان ..!


بالمناسبة بما ان مساعد رئيس الخارجية الامريكي ، بيرنز، حل علينا الأسبوع ده و بينصح الحكومة المصرية بعدم اعتقال الاخوان لاسباب سياسية، فاحب أوجه له رسالة :أولاً، لم يحدث كله بالقانون ثانياً : ملكش دعوة. دي مشاكل داخلية و بنحلها بطريقتنا إللي أثبتت حتي الآن إنها راقية حتي لو كانت ضد فصيل إرهابي، لكن مراعاة للناس الطيبين اللي ماشيين وراه ، أقصد الخوة معتصمي إشارة رابع، فأحنا صابرين و بنتعامل بالحُسني لحد دلوقتي. 


رسالتي التانية لنشطائنا الحلوين المقطقطين بتوع حقوق الانسان و نشطائنا السياسيين الإنسانيين بزيادة، المتأمركين بالأوي، مش حرد عليكم غير بنصيحة ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيان حيث إنكم مش بتفهموا غير كلام العالم المتقدم الحر، بيقولكم عمكم كاميرون: " حين يتعلق الأمر بالأمن القومي، فلا تحدثني عن حقوق الإنسان! " . 

رسالتي الثالثة لجميعات حقوق الإنسان و المجتمع المدني : كونوا لمصر، و لا تكونوا علي مصر

و رغم كدة السلطة الحاكمة بتستعمل قاعدة تقدير الأمور بقدرها، و عارفة ان معتصمي رابعة فيهم كتير غلابة مضحوك عليهم بإسم الدين و الشريعة و الشرعية، و عارفة أن المشكلة في القيادات اللي بيتحاكموا بالقانون. لأن القانون وحده كفيل بتحقيق العدالة.

__
                                                                                                  * 27/7/2013



0 التعليقات:

إرسال تعليق