الثلاثاء، 31 مارس 2015

قناة السويس الجديدة .. وداعاً للمخاطر الإقتصادية






                                                                 




"نبض مصر" ..

هكذا وصف الجغرافي الراحل جمال حمدان ( قناة السويس ) .. فالقناة التي تُعد مصدراً من أهم مصادر الدخل القومي المصري و العملة الصعبة.. تعبر بصدق عن عبقرية موقع مصر و أهميته العالمية .. حيث تتوسط مصر  العالم .. لتكون منه ك ( القلب ) من الجسد..

قناة السويس المجري المائي  الأول في العالم .. تهددته في السنوات الأخيرة أخطار كثيرة .. و ظهر له منافسون .. إستقطعوا جزءاً من رواده .. أو أرادوا إستقطاع جزء آخر .. لتتهدد مصر عبر قناة السويس في مورد إقتصادي من أهم مواردها ..

بلغت الخطورة حد إعتبار متخصصون أن الأمور ما لم تُعالج فستفقد القناة مكانتها الدولية .. أو تتعرض حتي لخطر الإغلاق.. خلال سنوات معدودة.

و أبرز الطرق المنافسة و التي تشكل خطراً علي قناة السويس ( الحالية ) .. هي :


1.   طريق رأس الرجاء الصالح ( و هو الطريق البديل الوحيد لقناة السويس .. و يتميز باستقباله الناقلات العملاقة التي يزيد غاطسها عن 56 قدماً ).

2.  طريق قناة بنما : و هو طريق منافس للقناة لنقل جزء من حركة التجارة بين شرق آسيا و الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.. و تجري توسيعات و تعميق  بها  يتقرر الإنتهاء منها ديسمبر 2015 .. تستهدف إجتذاب البضائع التي ستعبر قناة السويس من جنوب شرقي آسيا .. و نتيجة لعمليات التوسعة في قناة بنما.. تقوم موانئ الساحل الشرقي الامريكي بعمليات توسعة و تعميق لاستقبال الناقلات العملاقة.
3.  طريق القطب الشمالي: و هو طريق مختصر جداً بين شمال اوربا .. و الشرق الاقصي .. حيث يوفر حوالي 5000 ميل. و هو بديل قناة السويس و قناة بنما عند اللزوم. و يعمل حالياً مدة 4 شهور في السنة و يتوقع انه في عام 2040 سيكون مفتوحاً بشكل كامل عام 2040 عند ذوبان جبال الثليج كاملة.


4.  طريق الحرير الجديد ( او الجسر القاري الافرواسيوي ) .. و يمتد من ميناء لينجانج الصيني علي المحيط الهادي إلي ميناء روتردام الهولندي في اوربا.. و سيستخدم فيه القطار السريع .. و سيمكن البضائع الاسيوية من الدخول مباشرة إلي أوربا .. و سيأخذ من حصة البضاعة القادمة من جنوب شرق آسيا التي تعبر قناة السويس إلي جنوب اوربا.. و شمال افريقيا و الساحل الشرقي لامريكا.


و لعل الخطر الأكبر الذي تعاني منه قناة السويس .. المشهورة بقناة الزيت .. لعبور حوالي 70% من نفط العالم عن طريقها .. هو  تحول ناقلات النفط عنها .. إلي هذه الطرق البحرية المشار إليها .. إضافة إلي خطوط أنابيب نقل البترول.. كما في :
1.  خط الفاو : تقوم إيطاليا بعمل الدراسات الخاصة به .. و مزمع إنشاءه .. و يربط بين ميناء الفاو الكبير بالخليج العربي إلي تركيا و منه إلي أوربا .

2.  خط الانابيب الاسرائيلي عسقلان- ايلات : و انشأته اسرائيل عقب إغلاق مصر لقناة السويس عقب هزيمة 1967 و حتي 1975 .. و تهدف اسرائيل بالتحالف مع شركات النفط البريطانية و الامريكية.. لتصدير نفط آسيا الوسطي الي الهند و الصين و الدول الاسيوية عبر ميناء إيلات متخطية بذلك قناة السويس. 



و كان تطوير القناة أمراً حتمياً لا مفر منه .. و كان الحل في إزدواج القناة .. بإنشاء قناة جديدة موازية للقديمة.. تُزيد من سعة القناة  من 49 سفينة و ناقلة إلي حوالي 97 .. و عمق غاطسها .. الذي أصبح يصل إلي 65 قدماً و هو ما لا تستطيع أي قناة أخري إستيعابه إلي الآن. و تحقيق سرعة العبور .. انشاء الخدمات البحرية و اللوجستية .. لتكون قناة السويس الجديدة إضافة إلي القناة القديمة .. مشروع إقتصادي و تنموي عملاق .. و لتؤكد القناة إنها الأولي عالمياً .. و خارج المنافسة .. لتنطلق مصر إقتصادياً .. لتكون عملاق إقتصادي .. و يزداد دخل القناة من حوالي 5 مليار دولار سنوياً إلي ما يزيد عن 219% تقريباً .. و تكون إضافة تنموية كبيرة إلي المشروع الكبير .. مشروع تنمية محور قناة السويس.



إن قناة السويس .. كما يقولون ( عنق مصر ) فمن أراد قتل مصر فعليه بعنقها و هو القناة. و لكن مصر التي لا تستسلم و تبهر العالم .. أبهرته من جديد .. بمشروعها القومي الكبير .. مصر التي علمت العالم و أعطته الحياة .. تستمر في عطاءها و إلهامها و رسالتها العالمية .. و تحيا مصر .. دائماً و ابداً .. ( ام الدنيا ).



0 التعليقات:

إرسال تعليق