الأربعاء، 29 أبريل 2015

أول جريمة كانت صراعاً علي الملكية

التلمود يذكر ان أول جريمة قتل كانت صراعاً علي الأرض و الملكية:


في قصة قتل قابيل / قايين " قَيِن" لأخيه هابيل "هَبــِل" تَرِد زيادات تفسيرية في التلمود تأتي علي شكل حوار بين الأخين قبل حادثة القتل (الأولي) بين أبناء آدم "آدام" .. يتضح من سياق القصة العادية إنها تُعطي إشارات عن إحدي أوائل المشكلات التي ظهرت بين أبناء آدام و هي مشكلة الملكية و توزيع الثورة.. و بينما كان ينحو القاتل "قايين"/قابيل المزارع إلي أن الملكية حق له وحده إذ إنه تربص بأخيه ليقتله عندما مرت أغنامه بحقله بينما رأي المقتول "هَبــِل" أن مفهوم أخاه عن الملكية خاطئ .. لأن المفهوم السليم من وجهة نظره التي هي تنفيذ لارادة الرب الذي "أحلنا هذه الأرض".
و يجري الحوار بينهما كالتالي:

" و حدث أن كان قين يحرث حقله فكان هبل يفود قطيعه إلي المرعي و اجتاز بالارض التي كان أخوه يفلحها.بنفس ملؤها السخط خف قين صوب هبل مخاطباً إياه:
" أنّي لك أن تأتي بقطيعك فتحل به في أرضي التي أملكها ليرعي فيها ؟

فأجاب هبل: "و أنّي لك أنت تأكل من لحم غنمي ؟ و أنّي لك تلبس ثياباً مصنوعة من صوفها ؟ إدفع لي قيمة اللحم الذي أكلت و اللباس الذي لبست لأن ذلك كله مِلك لي و عند ذاك تراني اخرج منها بالفعل و أطير في الهواء فلا أمس أديمها"
فقال قين لأخيه: " هاأنت ذا الآن في قبضتي،فإن وقع في نفسي أن أقتلك الآن في هذا اليوم من تُراه يثأر لمقتلك ؟"
أجاب هبل: " الرب من أحلنا هذه الأرض" " فهو الحكم العدل الذي يجزي المحسن باحسانه و المسئ باساءته و ليس بمقدورك أن تقتلني و تتواري عنه بفعلتك هذه فلا ريب انه سيعاقبك حتماً حتي لهذا الكلام الخبيث الذي تبتدرني به الآن"
فزاد هذا الكلام في غيظ قين و ما كان منه إلا أن رفع أداة الفلاحة التي كانت بيده و ضرب بها أخاه علي حين غرّة فأرداه قتيلا.هكذا سُفح دم هبل علي يد أخيه قين و جري الدم في الأرض حتي إنه بلغ المكان الذي كانت تقف فيه خراف هبل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق